قوات إريترية تنسحب من بلدتين في تيغراي.. وواشنطن ترحب
قوات إريترية تنسحب من بلدتين في تيغراي.. وواشنطن ترحب
غادر عدد كبير من الجنود الإريتريين بلدتَين في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا، حيث كانوا يدعمون الجيش الإثيوبي منذ عامين في حربه ضد متمرّدي تيغراي، بحسب ما أوردت وكالة فرانس برس.
وبحسب شهادات سكان، غادرت قوات منذ ظهر الجمعة بلدتَي شيري وعدوة إلى جهة مجهولة، وكان جنود لا يزالون موجودين في البلدتين، السبت.
ومن جانبه، رحّب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بانسحاب القوات الإريترية من شمال إثيوبيا في اتصال هاتفي، السبت، مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
ويعد وجود هؤلاء الجنود المتهمين بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين، من العقبات الرئيسية أمام السلام في شمال إثيوبيا، رغم الاتفاق الموقع في 2 نوفمبر الماضي بين الحكومة الإثيوبية ومتمرّدي تيغراي لإنهاء الحرب الدامية التي استمرت منذ نوفمبر 2020 حتى الشهر نفسه من عام 2022.
ولم يؤكد المتمرّدون ولا الحكومة الإثيوبية ولا مجموعة دول شرق إفريقيا للتنمية (إغاد) المشاركة في وساطة عملية السلام، انسحاب جنود إريتريين بشكل رسمي، لكنّ سكّانا أبلغوا عن تحرك للقوات منذ ظهر الجمعة.
وقال أحد هؤلاء السكان طالبا عدم كشف هويته: "رأيت جنودا إريتريين يغادرون شيري في اتجاه الشمال الغربي، لا أعلم ما إذا كان ذلك انسحابا كاملا".
وروى شخص آخر من السكان المحليين أنه رأى قافلة تغادر المدينة، تضم شاحنات وحافلات محملة بالجنود وقطع مدفعية ودبابات لكنه أضاف أن "جنودا إريتريين كانوا يسيرون في الشوارع والأسواق"، السبت.
كذلك، شوهدت قوات إريترية تغادر بلدة عدوة الواقعة على مسافة 85 كيلومترا شرق شيري.
وقال أحد السكان، السبت، إن "الغالبية توجهت غربا فيما اتّجه آخرون شمالا نحو راما"، وهي منطقة قريبة من الحدود مع إريتريا.
وأضاف: "رأيت هذا الصباح أنه ما زال هناك عدد لا بأس به من الجنود الإريتريين".
وأشار إلى أن "الناس ينتظرون معرفة ما إذا كانت القوات الإريترية تنسحب فعلا، فقد أعلن في السابق مرات عدة عن رحيل جنود إريتريين، لكنهم عادوا لاحقا من اتجاهات أخرى".
بدأت المعارك في تيغراي في نوفمبر 2020 عندما أرسل آبي أحمد الجيش الفيدرالي لإطاحة سلطات تيغراي التي تحدّته طوال شهور واتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية.
وينصّ اتّفاق بريتوريا على أن تنسحب من تيغراي القوات الأجنبية وتلك غير التابعة للجيش الفيدرالي "بالتزامن" مع نزع سلاح المتمرّدين.
ويؤكّد سكّان وعمّال إغاثة أنّ قوات تابعة لإقليم أمهرة وأخرى تابعة للجيش الإريتري آزرت القوات الفيدرالية في هجومها على تيغراي وارتكبت في مدينة شير كما في أنحاء أخرى من الإقليم المتمرّد جرائم قتل واغتصاب وأعمال نهب.
وشكّل انسحاب الجيش الإريتري الذي كان دوره أساسيا في الحرب إلى جانب القوات الإثيوبية، مطلبا أساسيا للمتمردين كما للدول الغربية، لكنّ اتفاق السلام الذي وقّع في بريتوريا لم يذكر الجيش الإريتري على وجه التحديد.
ونصّ اتّفاق بريتوريا خصوصا على نزع سلاح المتمرّدين وعودة السلطات الفيدرالية إلى تيغراي وإعادة ربط الإقليم بالخارج بعد عزلة استمرت منذ منتصف 2021.
وتسبب النزاع بتهجير أكثر من مليوني إثيوبي وأغرق مئات الألوف في ظروف تقارب المجاعة حسب الأمم المتحدة.